وداعا للدروس الخصوصية إلى الأبد

0

 





بقلم : محمد محمود خليفه

إن الدروس الخصوصية ، أصبحت واقعا ومرضا من أمراض العصر الحديث في عالمنا العربي ، ومشكلة كبيرة يجب مواجهتها وحلها ، فكثيرا من الناس يرى أنه لا حلول إطلاقا لها ، لكنني أؤكد من وجهة نظري ، أن الحل موجود دون أدنى تكلفة مادية حكومية أو أهلية بتاتا ، ولكننا نحتاج فقط سرعة التنفيذ ، حتى نرحم الآباء والأمهات من مواجهة صعوبات تدبير أموال الدروس الخصوصية ، التي أصبحت فوق طاقتهم وعلى حساب صحتهم وأساسيات حياتهم الضرورية ، وإن اللوم على هؤلاء المدرسين ، ليس هو الحل ، لأن كثيرا من الطلبة استيعابهم ضعيف ، ويحتاجون إلى وقت أكبر وتعامل خاص ، حتى يستوعبوا جيدا ، لذلك يذهبون إلى هذه الدروس الخصوصية ، فلماذا نلوم على المعلمين أصحاب الرواتب الضعيفة ، التي لا تكفى ضروريات معيشة اسرهم ، أو نلوم على من يفعل مثلهم من المتمكنين علميا من غير المتخصصين ، والذين يريدون دخل يكفيهم سؤال الناس ، وليس لديهم عمل يكفيهم ، ولا انكر إطلاقا وأنا شاهد عيان ، أن هناك مدرسون كانوا معلمون أفاضل لي ، يقومون بواجبهم وعملهم التعليمي المدرسي بضمير وإتقان تجاه الطلبة في الفصل المدرسي ، ويجيبون على أسئلة الطلبة داخل الفصل وإن لم يكفى الوقت ففي وقت الفسحة أيضا كانوا يرحبون بنا مجانا ، و كانوا يقومون بالدروس الخصوصية ، بناءا على إلحاح الظروف ، وإلحاح وطلب أولياء الأمور ، لتحسين مستوى استيعاب أبنائهم وتفوقهم ، ولكنهم بحق كانوا لا يأخذون إطلاقا أجرا من الطلبة الغير قادرين والأيتام ، بل ويقدمون المساعدات لهم رحمة وتكافلا لوجه الله ، فكانوا بخلقهم النبيل قدوة و مثلا جميلا أخلاقيا لنا ، يجعلنا نحبهم ونقدرهم طوال حياتنا ، لذلك فإن الدروس مطلوبة وملحة ، لأن غالب الطلبة لم يستوعبوا التحصيل الجيد بالمدرسة ، بسبب كثرة عددهم بالفصل وضيق وقت الحصة لأسئلتهم جميعا ، لذلك فإن الحل يكمن من وجهة نظري في عرض كل العلوم على الطلبة في مرحلة الابتدائية ، وبما أننا سنعلم جيدا وبشكل عملي ، من خلال نتائج ودرجات الامتحانات الشفوية والتحريرية ، مدى تفوق كل طالب في مواد معينة وعدم تفوقه في المواد الأخرى ، فعلينا بعد وضوح هذه الحقيقة التركيز رسميا ، في باقي المراحل التعليمية ، على ما أستوعبه فقط عقل كل طالب من علوم بسهولة جدا ويسر من مجرد فقط شرح المدرس في الفصل من الكتاب المدرسي في ظل هذا العدد من الطلبة وضيق وقت الحصة ، ولن ندرس له سوى ما وجدناه قد تلقاه بسهولة في هذه المرحلة الابتدائية ، التي ستكون مرحلة فاصلة واختبار واقعى لاكتشاف ما يمكن فقط التركيز فيه بالمراحل التعليمية اللاحقة مع كل طالب ، وبذلك سيحقق الطالب إنجازا وابتكارا وفهما وتعمقا فيما يحبه من علوم وليس فيما يحفظه دون حب وينساه بعد الامتحانات بوقت قصير ، مما سيجعل هؤلاء الطلبة من الجنسين ، سيركزون ويبدعون ويفيدون مجتمعهم ويساعدوا في تقدم وطنهم بشكل لائق ، ليقدم هؤلاء الطلاب من الجنسين للبشرية الاختراعات والإبداعات في شتى المجالات ، ويجب أن نعلم جميعا قاعدة عامة ثابتة لا شك فيها من وجهة نظري العملية أقولها لكم : ( بالحب تهون الصعاب وينتج الإبداع والابتكار ، وإن الصحة البدنية والنفسية تتحسن ما دمنا نحب ما نفعل ) ، ذلك فإن حب الطلبة ما يدرسون سيجعلهم يتقبلوه بسهولة متناهية ، دون حاجة لإعادة شرحه مرة آخري في الدروس الخصوصية ، وسيكتفوا بكتابهم المدرسي وما شرح مدرسهم لهم بالفصل ، والله ولى التوفيق والمستعان.


إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !