بقلم : محمد محمود خليفه
إن الإنسان منا
لا يتجاوز الأيام الصعبة بثباته فقط ، بل بيقينه بالله ، ولا يحقق النجاح بجهده
فقط ، بل بتوفيق الله ، ولا يجد فى قلبه الطمأنينة إلا بالقرب من الله ، فلا قيمة
لأي شيء دون الحاجة إلى الله والدعاء له مع الأخذ بالأسباب ، وهذا ما سيصلح لنا
شأننا كله ،
لأن الإيمان هو أساس حياة المؤمن ، فهو يمثل القوة التي تجعله يواجه
التحديات والصعوبات بثقة وصبر ، ومن أهم أركان الإيمان هو ثبات اليقين بقدرة الله
، وأن يؤمن المسلم بأن الله قادر على كل شيء ، وأنه لا يوجد شيء خارج عن
قدرته ، وهذا اليقين يجب أن يمثل أمراً
أساسياً في حياة المسلم ، فهو ما يمنحه الثقة والأمل في أن الله سيسهل له الطريق
وسيحقق له ما يصبو إليه ، فاليقين بأن الله يراقبه ويحميه ويقوده نحو الخير يمنحه
القوة للمضي قدماً رغم كل الصعاب ، لذا يجب على كل مؤمن أن يحتفظ باليقين بقدرة
الله في قلبه ، وأن يثق بأن الله دائماً معه ويقوده نحو الخير والنجاح ، فالإيمان
بقدرة الله هو ما يمنح الإنسان القوة لمواجهة التحديات والمحن في حياته ، وأن
يعتمد على الله في كل مسارات حياته ، فهو وحده سبحانه وتعالى الغنى عن العالمين ،
والذى يملك القدرة على تحقيق المعجزات لكل من يتوكل عليه ويؤمن بقدرته ،
وقد ذكر الله عز
وجل في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدّث عن قدرته في خلق الإنسان ،
نذكر منها : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ
فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ
ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ
وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ
نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ
وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ
عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥) [ سورة
الحج ] ،
وذكر الحق
سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ
رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون (٦) [ سورة التين ] ،
وذكر سبحانه
وتعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا
أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا
رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ
أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ
يُنصَرُونَ (٧٤) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ
(٧٥) فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا
يُعْلِنُونَ (٧٦) أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ
فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ
قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي
أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ
لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠)
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن
يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ
الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
( ٨٣ ) [ سورة يس ) ،
وذكر سبحانه
وتعالى : ( ألم يك نطفة من مني يمنى ( ٣٧ ) ثم كان علقة فخلق فسوى ( ٣٨ ) فجعل منه
الزوجين الذكر والأنثى ( ٣٩) أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ( ٤٠ ) [
سورة القيامة ] .
