بقلم : محمد
محمود خليفه
إن العظماء هم
أكثر الناس تواضعا ونفعا للناس ، لأنّ
أعماقهم مليئة بالكنوز الإنسانية النفيسة ، ولا يحتاجون لثياب هشة من الخيلاء
والكبرياء ليغطوا نقصا ما ، فهم كبار قدرا
، ومكانة ، وأخلاقا ، ولم يزدهم ذلك إلّا رفعة وتفوقا نادرا ، فالعظماء لا يسعون
إلى جذب الأنظار أو البحث عن الإطراء ، لأنهم يدركون أن هناك قيم أسمى في الحياة
تتجاوز ذلك ، وهؤلاء العباقرة لديهم ثقة بالنفس نابعة من معرفتهم بقدراتهم
وإنجازاتهم ولا يحتاجون إلى إثبات أنفسهم بأي شكل من الأشكال ، وصفات العظماء هي
صفات استثنائية لشخصيات عددها ليس بكثير لكنهم ساهموا في مجريات أحداث التاريخ ،
فهم يتمتعون بصفات تميزهم عن الآخرين وتجعلهم مصدر إلهام لهم ، وتتضمن صفات
العظماء الكثير من الصفات الإيجابية مثل الصدق ، الشجاعة ، التعلم ، الإنصاف ، العطاء ، الإحسان ، التواضع ، ولكن الصدق
هو أحد أهم صفات العظماء ، فهم يتمتعون بقدر كبير من الوضوح والصراحة في جميع
الأوقات والظروف ، كما يتميزون بالشجاعة
والجرأة في مواجهة التحديات والمواقف الصعبة دون خوف أو تردد ، ولا يمكن نسيان صفة
العطاء والإحسان التي يمتلكها العظماء ، حيث يسعون دائما لمساعدة الآخرين وتقديم
الدعم والعون لكل من يحتاجهم ، بالإضافة إلى ذلك ، يتمتع العظماء بصفة التواضع
وعدم التكبر ، حيث يعتبرون أنفسهم جزءا من المجتمع ويعاملون الجميع بكرم واحترام
دون تمييز بين الأشخاص ، وهم يؤكدون أن القوة
الحقيقية تكمن في العقل والقلب وليس في الثروة أو المكانة الاجتماعية ، ويمكن
القول بأن صفات العظماء هي صفات تميز الشخصيات المؤثرة في التاريخ ، حيث يعكسون
قيما عظيمة ويحملون رسالة إنسانية تهدف إلى بناء مجتمع أفضل وأكثر
تعاونا وتسامحا .