بقلم / محمد محمود خليفه
إنه من دواعي سرورى وإمتنانى وشكرى لله عز وجل ، أن أحكى ما رواه لى والدى رحمه الله واكرمه ، عن هذه الحرب الكبيرة ، حرب أكتوبر او العاشر من رمضان ، فقد حدثت فى أفضل الشهور عندنا جميعا ، وهو شهر رمضان الفضيل الكريم ، وقد خاضها والدى فى فترة تجنيده ، التى أعتبر وجوده فيها من حسن حظه ، ليتفانى فى هذه الحرب بإخلاص لتحرير وطنه ، وقد قدم بطولات متميزة ، جعلته يحصل على شهادة تقدير من رئاسة الجمهورية ، وجعلته يترشح لنجمة سيناء بعد إنتهاء تجنيده ، ليحصل عليها بالخطأ لتشابه الأسماء شخصا آخر ، وقد طالب والدى بحقه كثيرا ، حيث كان هناك شهودا أبطال من قياداته المباشرة وزملائه على ذلك الحق ، فهم من أعلموه أساسا بذلك الحق ليطالب به ، ولكنه توفى فى عام ٢٠٠٦ ، ولم يكن قد صدر قرارا بخصوص ذلك ، لكنه عاش مع سعادة النصر ومشاركته بنفسه لصنعه ، وكان يملك موهبة الشعر المرهف وظهر ذلك الإبداع فى كتابه التاريخى وكان يملك شخصية فريدة تتسم بالأمل والتفاؤل والمحبة والتسامح ، لأن حبه لوطنه وتضحيته بحياته من أجلها ، كان بعتبره واجبا مقدسا دينيا ، عليه وعلى أبنائه وعلى كل مصرى ينتمى لوطنه الحبيب مصر ، ولا يريد جزاءا ولا شكورا سوى رضا الله ورحمته لدفاعه عن أرضه وتحريرها من الأعداء ، وحتى يتضح لنا مدى حبه الشديد وإخلاصه الأكيد لوطنه ، وأنه كان مفكرا وكاتبا عظيما ، حيث قام بكتابة كتابه التاريخى عن حرب أكتوبر كشاهد عيان عليها ، وقام بعرضه على الجهات واللجان المختصة تاريخيا ، فتمت الموافقة عليه رسميا ، لصدق ودقة معلوماته وأحداثه العسكرية ، وهو يحمل عنوان : ( أبطال المدرعات ومعارك الدبابات ) ، فقام بكل سعادة وسرور بطباعته على نفقته الخاصة وتوزيع مائة نسخة مجانا من الطبعة الأولى ، بعضهم تم تسليمه للجهات المختصة لتوزيعها على المكتبات العامة ، والباقى قام والدى بتوزيعه على أهالى قريته الجميلة ، التى تحمل تاريخ عريق مرتبط بعدد كبير جدا من أبنائها الأبطال والقادة والعلماء والمفكرين والعظماء فى كافة المجالات وهى : ( قرية زاوية البقلى - مركز الشهداء - محافظة المنوفية) ، ولقد تعلمنا منذ طفولتنا فى قريتنا ، أنا واخوتى منه الكثير والكثير ، من المبادئ الاخلاقية والقيم الإنسانية النبيلة ، ومنها أن حب الوطن من الإيمان ، ولم ولن ينسى التاريخ ابدا البطل والدى ، وكل الأبطال الذين لا يترددون لحظة واحدة فى الدفاع عن وطنهم بروحهم ، ووالله بالله تالله كان والدى تدمع عيناه تلقائيا ، عند مشاهدته مشاهد أفلام حرب أكتوبر ، ويرى مشاهد الشهداء فيها ، فيتذكر زملاء السلاح الذين استشهدوا أمام عينه ، رحم الله والدى واكرمه ، هو وكل الأبطال والشهداء ، وأنزلهم منازل الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا