الصدقة لا تنقص من المال مثقال ذرة

0

 




بقلم : محمد محمود خليفه              

حقا وصدقا وتأكيدا لا شك فيه من الله ورسوله ، إن الصدقة لا تنقص من مال المتصدقين والمتصدقات مثقال ذرة ، والصدقة هي مفهوم ديني يعلمه المسلمون ويجب أن يكون ثابت في إيمانهم ،  لأن الإنفاق في سبيل الله ليس فقدانا للمال بل يكون سببا للبركة وزيادة في الرزق ، وإن الإنفاق على الفقراء والمحتاجين يعتبر عبادة يتقرب بها الإنسان المؤمن إلى الله وتزيد من درجته في الدنيا والآخرة ، وإن الصدقة تعد وسيلة لتطهير المال وتزكيته ، وإنها تعمل على إزالة البخل والطمع من قلب الإنسان ، وتعينه على فتح قلبه وزيادة رزقه ، وليس الهدف الأساسي من الصدقة فقط تحقيق المنفعة المالية للفقراء والمحتاجين ، بل لها أثر إيجابي على النفس والروح ، إذ تزيد من الرضا والسعادة لدى الإنسان ، وتعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع ، وإن الإحسان والتكافل المجتمعي يعتبران قيما إنسانية عظيمة تدعو إلى العطاء والتضامن والمحبة ، ويجب على كل إنسان أن يتذكر أن الصدقة لا تنقص من المال شيئا بل تزيد صاحبها بركة وزيادة في الرزق والستر والصحة وراحة البال ، وإن الإنفاق في سبيل الله يعد من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن للإنسان أن يقوم بها ، وتأتي ثمارها في دنياه وآخرته ،   وبلا شك تعتبر صدقة السر : أحد أعظم الأعمال الخيرية التي تقدمها النفس البشرية الصادقة المخلصة مع الله  للفقراء والمحتاجين دون أن يعلم بها أحد سوى الله عز وجل ، فهي تعبر عن حسن الخلق والإيمان بالله والرغبة في مساعدة الفقراء والمحتاجين دون أن يبغي الإنسان أي شكر أو مديح من الناس ، وإن الصدقة السرية تمتاز بالثواب العظيم الذي يحصل عليه الشخص الذي يتصدق بها ، والصدقة على المسكين تسد ريقه وتكفي عنه كفافه ، والمعطي يطلب العفو والعافية من الله بهذه الصدقة ، وهذا يشير إلى الثواب العظيم الذي ينتظر الشخص الذي يعطي الصدقة السرية ، وإن صدقة السر تعتبر وسيلة لتطهير النفس وزيادة التقوى ، فهي تذكير للإنسان بأنه ليس هو صاحب المال والقوة ، وإنما كل شيء من عند الله وإليه ،  وهذا يدعو للتواضع والتقرب إلى الله بتقديم الصدقة السرية ومساعدة الفقراء والمحتاجين دون تباهي أو تفاخر ، و يجب على كل فرد أن يحسن الظن بالله ويعمل الخير ليس للناس بل لوجه الله وحده ، والصدقة السرية هي واحدة من أعظم الطرق للتقرب إلى الله وتحقيق الأجر العظيم في الدنيا والآخرة ، ويقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة البقرة / ٢٧١ : 

﴿ إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾

 وعن أبي هُريرة : أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَمَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ  رواه مسلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !