الأمل مقدمة السعادة والتفوق 

0
 بقلم / محمد محمود خليفه 
نحن نعيش لكي نرسم ابتسامة ونمسح دمعة ونخفّف ألماً ، ولأن الغد ينتظرنا والماضي قد رحل وقد تواعدنا مع أفق الفجر الجديد فكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج ، فالأمل هي تلك النافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها ، إلّا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة ، فلا تنتظر حبيبا أو صديقا باعك ، وانتظر ضوءاً جديداً يمكن أن يتسلل إلى قلبك الحزين فيعيد لأيامك البهجة ويعيد لقلبك الأمل ونبضه الجميل ، والناس مَعادن تصدأ بالملل ، وتتمدد بالأمل ، وتنكمش بالألم ، فالزم الابتسامة المشرقة فهي بوابتك لكسر الحاجز الجليدي مع من حولك ، ما دام في قلوبنا أمل سنحقق الحلم سَنمضي إلى الأمام ولن تقف في دروبنا الصعاب لندخل في سباق الحياة ونحقق الفوز بعزمنا فاليأس والإستسلام ليست من شيم الابطال و الكرام ، ويمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر ولكنّه لا يمكن أن يعيش بلا أمل ، وهناك من يتذمر لأن للورد شوكاً ، وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردا ، والأمل كالزهرة التي تبث إلينا حلاوة ريحها وتسحرنا برونق منظرها ، فارضة علينا الإنجذاب إليها محاولين بكل جهد الحفاظ عليها ، فيجب علينا التمسك بالأمل لكي نعيش الغد ونستمر في حياتنا ونحاول دائماً التغلب على اليأس بالأمل ونستطيع وبكل قوة أن نسير بقارب حياتنا كيفما نشاء وأينما نريد مبتعدين عن الغرق والموت البطيء ، وإننا أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منا ونصير جزءاً منه ، وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها ، ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشف أن اللون الأسود جميل ولكن الأبيض أجمل منه وأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال ولكن لون السماء أصفى في زرقته ، فابحث عن الصفاء لو كان لحظة ، وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً وشاقاً ، وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيدة ، ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها ، وأحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة ، فابحث عن قلب يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينة لأحزان الليالي المظلمة ، وإن التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز والتفوق ولا يمكن أن يتم دون الأمل والثقة ، والأمل ليس حلماً بل طريقة لجعل الحلم حقيقة ، وإذا وقفنا على ناصية الحزن ننتظر الأمل ، ونظرنا من بعيد فإذا بالأمل قادم بصحبة الصبر وحسن الظن بالله ، فالأمل في حياتنا مثل الطاقة لا يفنى ولايستحدث ، ولا حياة للإنسان دون أمل ، لكن الإنسان دون أمل لا يحيا ويموت ببطئ ، فسبحان الله يمكن لورقة خضراء من شجرة أن تشفي الآلام وتحقق الأحلام وتعيد الأمل المفقود من العلاج ، و سبحان الله إننى ألوم نفسى كثيرا جدا عندما أشعر أننا أصبحنا أقل قناعة ورضا مع وجود ضعف غيرنا من البشر وكثرة عثراتهم مع صبرهم الجميل وأملهم ، لذلك فإن الآمال العظيمة صنعت الأشخاص العظماء ، فإذا يئس التلميذ من النجاح نفر من الكتاب والقلم ، وضاق بالبيت والمدرسة ، ولم يعد ينفعه درس عام ولا خاص ، ولا نصح يسدى ولا تهيئة المكان ولا الجو المناسب ولا غير ذلك ، سوى أن يعود إليه شيء واحد يحل له كل هذه المشكلة ، ألا وهو الأمل ، فإذا رجع الأمل انحلت المشكلة ، وايضا إذا يأس المريض من الشفاء كره الدواء ، وكره الطبيب والعيادة والصيدلية وضاق بالحياة والأحياء ، ولم يعد يجديه العلاج إلا أن يعود إليه الأمل ، وهكذا إذا تغلب اليأس على إنسان اسودت الدنيا في وجهه ، وأظلمت في عينيه ، وأغلقت أمامه أبوابها ، وتقطعت دونه أسبابها ، وضاقت عليه بما رحبت ، لذاك فإن اليأس سم بطيء لروح الإنسان ، وإعصار مدمر لنشاطه ، ولا إنتاج ولا إحساس حينئذ ، وإن النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل ، دون أن نفقد الأمل ، ولا يصل الناس إلى حديقة النجاح ، دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس ، وصاحب الإرادة القوية يصنع سعادته بيده مادام عنده الأمل.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !