التقدم العلمي ليس حكرا على المتخصصين والتاريخ شاهد عيان

0


 

بقلم : محمد محمود خليفه

حقا وعدلا إن التقدم العلمي ليس حكرا على المتخصصين ، والتاريخ يشهد على عبقرية المفكرين والمخترعين من غير المتخصصين ودورهم فى تقدم العالم أجمع ، لآن الفكر والابتكار يعتبر من الامور التي تسهم في ازدهار العالم ، وتحقيق التطور في مختلف المجالات ، وليس من الضروري أن يكون المفكرون والمخترعون متخصصون في مجال معين ، بل يمكن أن يكونوا من خلفيات مختلفة ومجالات متنوعة .

وتأتي أهمية المفكرين والمخترعين من غير المتخصصين من خلال تقديم وجهات نظر مختلفة وأفكار جديدة ، تحقق التقدم وتساهم في حل المشاكل المستعصية على المتخصصين أنفسهم ، ولأن هؤلاء الغير متخصصين قد يكون لديهم رؤى مبتكرة وتصورات مختلفة تساعد في ايجاد حلول إبداعية للمشاكل التي تواجه المجتمع ، لذا فيجب الوقوف معهم وليس ضدهم وأن يكون الخيار الأول هو المصلحة العامة وليست المصلحة الشخصية .

وعلى سبيل المثال ، قام شخص غير متخصص بتطوير تكنولوجيا جديدة لإنتاج الطاقة الشمسية بتكاليف منخفضة، مما ساهم في توفير الطاقة النظيفة والمستدامة للعديد من البلدان ، كما أسهمت أفكار الأشخاص الذين ليسوا متخصصين في علوم الطب في ابتكار علاجات جديدة للأمراض التي كانت تعتبر غير قابلة للشفاء .

وبالاعتماد على الإبداع والتفكير الخلاق ، يمكن لأي شخص أن يكون مفكراً ومخترعاً يسهم في تحقيق التقدم والازدهار للبشرية عموماً .

لذلك يجب علينا تشجيع هؤلاء الأشخاص ودعمهم في تطوير أفكارهم وتحويلها إلى حقائق تسهم في تغيير العالم للأفضل ، كما يجب أن نقدر ونثمن جهودهم ونضعهم في مقدمة الناس المؤثرين والملهمين في مجتمعنا وعصرنا ، ويمكن القول إن فضل المفكرين والمخترعين من غير المتخصصين على العالم هو أمر لا يمكن إنكاره من أى عاقل  ، فهم يمثلون مصدر إلهام وتجديد للأفكار والابتكارات على مر العصور ، في مجتمعنا وفي العالم بأسره ، وإن العلم ليس حكرا على المتخصصين ، بل هو موروث يجب أن يكون متاحا للجميع للاستفادة منه لتطوير المعرفة والثقافة العامة ، فالعلم ليس مجرد مجال يمكن العمل فيه بل هو ثروة يجب أن تعم الجميع .

وإن التاريخ يشهد على عبقرية المفكرين الذين كانوا يتمتعون بقدرات فذة واسهامات هائلة في ميادين مختلفة من العلوم والثقافة ، فقد أعطى العلماء والفلاسفة والمفكرين مساهمات كبيرة لتطوير المجتمعات ورفع مستوى الحياة الفكرية والثقافية .

ومن الأمثلة البارزة على عبقرية المفكرين في التاريخ هو ابن سينا ، الذي كان عالماً وفيلسوفاً وطبيباً مسلماً ، ويعتبر أحد أبرز شخصيات العصر الذهبي للعلم الإسلامي ، ولقد ساهم بأفكاره النيرة في تطوير العلوم الطبية والفلسفية .

بالإضافة إلى ذلك ، يظهر التاريخ عبقرية العلماء الغربيين مثل ألبرت أينشتاين ، الذي ساهم بنظريته النسبية في تغيير نظرتنا للكون وفهمنا للزمن والمكان .

وبناءا على ذلك ، فبجب على الجميع السعي لاكتساب المعرفة والثقافة من خلال العلم والتعلم ، وعدم الاكتفاء بمجرد النظر إلى العلم كمجرد اختصاص ، بل كموروث عظيم يجب أن يكون متاحا للجميع للاستفادة منه وتطوير المجتمعات .                               

ويجب أن نتعلم ونستفيد من عبقرية المفكرين والمخترعين في عصرنا دون تجريحهم من قبل المتخصصين وغيرهم بالحجج الواهية أو الكاذبة أو الحاقدة  ، ولنسعي جميعا نحو بناء مستقبل أفضل بالاستفادة من العلم ومن يعملون على تقدمه بغض النظر عن التخصص ، لأن هدفنا دائما يحب أن يكون تقديم المصلحة العامة على النقد الغير بناء والغير منطقي .

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !